أمريكا وبريطانيا تقودان مؤامرة ضد ثورة البحرين
السعودية لعبت دورا سلبيا تجاه الحراك الشعبي وشكلت أداة قمع
الأوضاع الداخلية تزداد سوءا.. والسجون مكتظة بالمعتقلين
لا بديل عن الحوار.. ونتمنى تدخل مصر والأزهر لجمع الشمل
قال الأمين العام للتجمع الوطني البحريني، إن السعودية لعبت دورا سلبيا في دول الربيع العربي والبحرين، ووقفت وراء إرسال قوات درع الجزيرة للبحرين بموافقة أمريكية، وأضاف الدكتور فاضل عباس، في حواره لـ”البديل”، أنه تمنى أن تكون السعودية جزءاً من الحل وليس أداة لقمع الشعب البحريني، وأكد أن أكبر تآمر ضد الثورة البحرينية قادته الولايات المتحدة وبريطانيا لأنهم يدعمون النظام عسكرياً بصفقات التسليح ويشكلون حماية له من المساءلة الدولية، مشيراً إلى أن هناك دولا حاقدة تتهم الثورة بالطائفية، متناسية أن 70% من الشعب البحريني شيعة.
-ما آخر التطورات لديكم في البحرين بالنسبة للحراك الثوري؟
التطورات تسير نحو الأسوأ، فقمع النظام للمظاهرات اليومية يزداد، والآن النظام يوجه ضربات حتى للجمعيات المعارضة الشرعية والمشهرة كما فعل مع الوحدوي والوفاق، وكان آخرها اعتقال أمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان ومحاكمته، وهناك استخدام لأسلحة الشورن ضد المتظاهرين يومياً، مع غياب تام للحوار، بل إن ما يحدث حالياً هو أن النظام يسعي للحسم الأمني وإنهاء الحراك الثوري وليس التفاوض.
-من وجهة نظرك، لماذا لا يسلط العالم الضوء على الثورة البحرينية؟
أكبر تآمر ضد الثورة البحرينية قادته الولايات المتحدة وبريطانيا وهم يدعمون النظام عسكرياً بصفقات السلاح ويشكلون حماية له من المساءلة الدولية، وهناك فيتو أمريكي بريطاني ضد مناقشة ملف البحرين في مجلس الأمن أو أروقة الأمم المتحدة، وعملت الدولتان على تخدير بعض قوى المعارضة وإيهامها بأنها تقف مع الحراك الشعبي لامتصاص الثورة ثم أعطت الضوء الأخضر للنظام لمهاجمتها، وهذا ما يحدث بمحاكمة الشيخ علي سلمان، لذلك هناك دول إقليمية مصالحها مع النظام اتهمت الحراك بالطائفية دون أدلة على الرغم من مشاركة كل القوى الشعبية والسياسية بالحراك، والدول الغربية تسير وفق مصالحها، وشعارات حقوق الإنسان هى للاستهلاك الإعلامي والبيانات الإنشائية دون إجراءات فعلية.
-هل ترى أن هناك أملا في تحقيق مطالب ثورتكم في ظل حالة القمع الأمني؟
الحراك الثوري السلمي مستمر بالبحرين على الرغم من الإجراءات القمعية من قبل النظام، وللثورات تاريخ في البحرين مند ما قبل الاستقلال، فهناك ثورة الغواصين عام ١٩٢٣، لذلك الثورات ضد النظام لن تتوقف بدون إصلاح حقيقي حتى لو استطاع النظام فرض الأمر الواقع بالقوة، لكن كل البحرينيين يعلمون أن البحرين كل 5 إلى 10 سنوات بها ثورة نتيجة استمرار المعاناة والظلم وغياب العدالة الاجتماعية والمشاركة بالثروة والسلطة.
-كيف ترى دعم السعودية للنظام البحريني في قمع المعارضة؟
للأسف الشديد السعودية لعبت دورا سلبيا في كل دول الربيع العربي والبحرين جزء من ذلك، فهي كانت وراء إرسال قوات درع الجزيرة للبحرين بموافقة أمريكية في مقايضة أجراها النظام السعودي مع الولايات المتحدة لدعم التدخل العسكري بليبيا وإسقاط النظام الليبي هناك وهذا نشرته الصحف الأمريكية، وكنا نأمل أن تعمل السعودية على أن تكون جزءا من الحل وليس المشكلة، وأن تجمع الأطراف المختلفة وتقود تسوية سياسية وليس إرسال قوات لقمع الحراك الشعبي.
-لماذا يتهمون ثورتكم بأنها طائفية؟
هناك فريقان يتهمان ثورة البحرين بالطائفية، الأول بدافع الكراهية الطائفية والحقد وهو يزور الحقائق بدوافع طائفية أيضا، بينما الفريق الثاني تغيب عنه حقائق أن الشيعة بالبحرين يشكلون ٧٠٪ من السكان ومنهم اليساري والقومي والبعثي وكل التوجهات، ولأنهم الأغلبية السكانية لا يمكن أن يكون هناك حراك دونهم لأنهم أهل البلد، كما المجتمعات العربية الأخرى فيها أغلبية مذهبية باتجاه آخر، لكن هذا لا يعني أنها طائفية ولكن للأسف دول وجماعات دينية وسياسية نتيجة مصالح مع النظام أو السعودية يغيبون الحقائق ويتهمون الحراك بالطائفية.
-كم يبلغ عدد المعتقلين داخل سجون النظام وما هي تهمهم؟
هناك الآلاف من المعتقلين في سجون النظام بظروف صعبة جدا، فالسجون بها أكثر من طاقتها والسجناء ينامون بممرات السجن لاكتظاظها بمن فيها، والتهم مختلفه لكن الأغلبية متهمة بالتجمهر أي التظاهر بدون موافقة السلطات، وهو قيد وضعته السلطة داخل قانون التجمعات تعتقل عن طريقه كل من يتظاهر بدون موافقة وتمنع التظاهرات التى لا تعجبها.
-كيف ترى الأوضاع في مصر وهل تعتقد أنها تؤثر على الأوضاع البحرينية؟
مصر هي بوصلة شعب البحرين في حراكها، والإلهام الثوري يستمده البحرينيون من ثورة الشعب المصري ولا يمكن الاستغناء عن مصر، وشعب البحرين كان يشعر بالارتياح لسقوط نظام مبارك، وكانت مصر منارة ثورة البحرين وقتها والعديد من الثوار البحرينيين هربوا من قمع النظام البحريني الى مصر بعد سقوط مبارك، والعديد من الأحزاب المصرية بكافة توجهاتها تتفهم ثورة البحرين، وهذا الوضع استمر حتى حكم الرئيس محمد مرسي، ولكن بعد إزاحته تم منع المعارضة البحرينية من دخول مصر وإيقافهم بمطار القاهرة وإعادتهم، وتم طرد البحرينيين الذين كانوا قد لجأوا لمصر، وهذا يحدث بأوامر بحرينية وسعودية، ولكن المؤكد أن استمرار الحراك الثوري بمصر يعطي دفعة كبيرة للثورة بالبحرين والعكس صحيح.
-هل تقف أمريكا والاتحاد الأوربي عائقا أمام ثورة البحرين؟
نعم، الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية كبريطانيا عائق أمام التغيير بالبحرين، فهي تقدم الدعم والحماية للنظام، وتوفر الأسلحه التى يستخدمها ضد المتظاهرين، كما تستخدم الفيتو لضمان عدم إدانة النظام دوليا، لذلك هي عائق حقيقي، فهؤلاء هم من يمدون النظام بالقوة، وشعارات حقوق الإنسان للاستهلاك الإعلامي فقط بينما المصالح الجيوسياسية هى العامل الرئيسي في تحديد مواقف هذه الدول.
-هل من الممكن الدخول في حوار مع السلطة الحالية؟
لا يوجد حل بالبحرين إلا بالحوار المباشر بين النظام والمعارضة للوصول لتوافقات لحماية الوطن، وبغير ذلك لا يوجد حسم نهائي لأي طرف سواء الحكم أو المعارضة وهو ما يتطلب تدخلا إيجابيا من بعض الدول لجمع الأطراف على طاولة حوار وليس تشكيل غلبة سياسية أو ميدانية لصالح طرف ضد الآخر، ولذلك نعتقد بأن مصر بثقلها والأزهر الشريف يحظيان باحترام كبير داخل البحرين ويستطيعان لعب دور الوسيط لوقف الأحداث داخل البحرين بتوافق بين الحكم والمعارضة.