هكذا قال أحد المغتربين

ان الحديث عن الغربة يقودنا للحديث عن الأوطان ومامدى اهميتها في تكوين شخصية مواطنيها فإذا ماكانت مصالح الوطن تخدم شخصية الفرد فذاك مبتغاه الحقيقي بل وعامل اساسي في تمسكه بوطنه الأم, اما ان كانت تلك المصالح تسير في تيار ورغبة الفرد في تيار آخر فعندها تحدث الفرقة بين الوطن والمواطن ..
لماذا ياترى يحدث هذا ؟ وماهو البديل امام الفرد في تحقيق مايوفر اسباب راحته وطمأنينته ؟
ان الإجابة عن سؤال كهذا يجعلنا نسلط الضوء على فئة المغتربين وما اكثرهم في عصرنا هذا , حيث تجدهم زرافات ووحدانا يتبادلون اخبار مواطن اخرى بل ويهتمون لمصائر هاته البلدان -لا ان نسميها اوطان- فيهتمون لسياساتها المالية والإجتماعية والثقافية والرياضية والتجارية ويتعدون الى الموضة والرفاهية وحضرية اسباب العيش هناك , وعلى سبيل المثال لا الحصر نأخذ دولة مثل فرنسا التي ابدعت في زمن ما في احتضان الغرباء وحققت لهم من وسائل العيش ما انساهم تربتهم الأصلية بل حتى منهم من تميع في ثقافة اوروبية وأضاع كل شيئ , ضف الى هذا ان مشروع دولة كهاته كان مبنيا على ضرورة الإستفادة من خدمات هاته الفئات وصبها لصالح مؤسساتها بل ان تسلبهم كل ما لديهم مقابل رغيف خبز او تسوية لوضعية اقامته , فراحت هاته الفئات فئات المغتربين تبني وتؤسس وتزخرف لصالح كيان آخر ليس لهم هم ولا هدف الا تحقيق ” الخبزة ” او بمعنى اصح توفير لقمة العيش مهما كانت الضروف ..
وبالفعل فقد تحقق لفرنسا ماكانت تنوي تحقيقه اذ بنت مؤسساتها ومجتمعاتها على جماجم رجالات ونساء فروا من اوطانهم بل كانت اوطانهم سببا في نفورهم واول سبب هو اسباب العيش الكريم .
وعودة الى الأوطان الأم فهي تمتلك كل اسباب تلك الحياة الرائعة وتمتلك جميع الإمكانات لجعل شعوبها تنهض ضد الغربة لكنه التسيير المجحف الذي يقيم فئة على أخرى ويتبع اسلوب التبعية الإجتماعية التي تقضي على كل روح انسانية هو من دفع بهؤلاء الى افتقاد الأمل لهم في بلادهم واللجوء الى اوطان اخرى .
http://www.youregy.com/
هجرة الأدمغة..الإغتراب ..الفرار اسماء وان تعددت فهي نتاج قوانين وضعية تردع كل امل صارخ وهي سبب من اسباب الفناء الوجودي لكل موطن يريد الإزدهار ..
ان حديث المغتربين على اختلاف شرائحهم وان عاشوا الرفاهية والترف والسعادة الوجودية إلا انه يشترك في كون هؤلاء اضاعوا ما اضاعوا بل حتى منهم من اضاع عائلته واضاع احلامه مع بني جنسه بل حتى منهم من اضاع ماضيه ..اعرف الكثير منهم من قال هذا بعظمة لسانه حتى وان اعترف بأنه اليوم يكسب الأموال الطائلة بالعملة الصعبة لكنها لم تصنع له السعادة التي كان يرجوها.
مكمن الحل لتحقيق السعادة في الوطن الأم يتمثل في اعادة صياغة قوانين اخرى ترى الفرد على انه رأس مال حقيقي ينتظر استثمار مؤهلاته بعائد ذا فائدة عظيمة عليه وعلى مجتمعه وعلى الوطن بالكامل , اما ان بقينا هكذا فلن يجد المسؤولون يوما ما من يحكمونه بقوانينهم هكذا قال احد المغتربين
شاهد المقالات المتميزة عبر موقع يور ايجي http://www.youregy.com/